تفاعيل: في ايقاع الشعر العربي

PERFORMANCES
Selected by the call for scores for West Asian Composers, “Deterritorializing the Realm of New Music” by Anoush Moazzeni and the Canadian Music Center (CMC Ontario)

Chosen as the “Audience Favorite” in the “Prismatic Congruency Series” by Boston New Music Initiative, 2022-2023 season

Streamed as a part of the “Prismatic Congruency Series” by Boston New Music Initiative, 2022-2023 season, December 17, 2022

Recorded and virtually premiered by pianist Ramzi Hakim, UAE, September 10, 2021

تفاعيل هي قطعة للبيانو مع تسجيل مرافق، ترتكز على بحور الشعر العربي العمودي الستة عشر، فتترجم تفعيلاتهم الى موسيقى وتبحث بعمق ايقاع الشعر العربي الموزون وتقسيم الابيات الشعرية، وتربط بين اللغة العربية الفصحى والموسيقى العربية الفصحى من خلال قولبة تفاعيل بحور الشعر في جمل موسيقية مقامية. كما تقدم آلة البيانو كآلة عربية معاصرة من خلال تطويعها لعزف تقنيات الاداء الموسيقي العربي، كما يطلب من العازف تعديل دوزان بعض الدرجات الموسيقيى بغية تنفيذ الجمل الموسيقية العربية بصورة اقرب للهجة الموسيقية العربية الفصحى

   ونكتشف بالتسجيل المرافق للبيانو تسجيلات صوتية حيّة لجمل شعرية مغنّات، ملقات، او محكيّة، بالاضافة الى تسجيلات ميلودية وايقاعية، واصوات ومؤثرات الكترونية مبرمجة خصيصا لهذا العمل، وذلك في محاولة لوضع الموسيقى العربية في جو معاصر، وتطويع الادوات الجديدة لخدمة افكار المؤلف الموسيقية القومية

 تعتمد القطعة بشكل اساسي على موازين البحور المستخرجة من التفاعيل وحروفها الساكنة والمتحركة، وتنقل بكل تجرد دورتها الايقاعية، حيث تضع الثقل على الحرف الاول من التفعيلة، وتضيف الحرف الساكن الى المتحرك، فيساوي الحرف المتحرك زمنا واحدا (ويرمز اليه بحرف “ق” اي قصير)، والحرف المتحرك خلفه ساكن زمنين (ويرمز اليه بحرف “ط” اي طويل). والنتيجة دورات وحلقات ايقاعية غير اعتيادية، غير مربعة او متوازية، لكن طبيعية وسهلة للسماع والتطبيق، وتعكس عمق الايقاع في اللغة العربية الفصحى، حيث تفرض الالتزام بالمد والقصر والوقف، فالانطلاق من الكتابة العروضية (اي كل ما يلفظ يكتب، وما لا يلفظ يحذف) يجبرنا على عملية نسخية للالقاء الشعري بتفاصيله، وتقترح أطوالا للجمل الموسيقية بحيث تتناسب مع قدرات النفس البشري، فتتوازى مع طول الابيات الشعرية حيث يكون فيها الالقاء والقراءة الشعرية عملية طبيعية غير متكلّفة

نستعرض فيما يلي بعض الدورات الايقاعية المستعملة في عملية التاليف الموسيقي الايقاعي، ونتحدث عن الاسلوب التاليفي

المقدمة

تبدأ القطعة بعرض صوتي لتسجيلات صوتية للتفاعيل الشعرية ملقاة بعدة نبرات، سرعات، انطباعات، تتداخل مع ترنيم لبيت شعري ل”أبو الطاهر البيضاوي” يغنيه مرتجلا الاستاذ أحمد الخير، وأبياته

وَيَهْزِجُ فِي رَجْزٍ وَيَرْمُلُ مُسْرِعَا
طَوِيلٌ يَمُدُّ البَسْطَ بِالوَفْرِ كَامِلٌ
مَنِ اجْتثَّ مِنْ قُرْبٍ لِنُدْرِكَ مَطْمَعَا
فَسَرِّحْ خَفِيفًا ضَارِعًا يقْتضِبْ لنا

أبو الطاهر البيضاوي

وقد اختار المؤلف هذه الابيات لاحتوائها جميع اسامي البحور الشعرية، ولجمال معانيها ونظمها

الجزء الاول

في الجزء الاول من القطعة، استعمل المؤلف تتابع لتفعيلتين اساسيتين من تفاعيل البحور، وتكرارهما ، ما انتج ميزانا مركبا من قسمين متوازيين في الطول، مختلفين بالتقاسيم الداخلية وهو التالي

الجزء الثاني : ايقاع البحور

استعمل المؤلف في الجزء الثاني من “تفاعيل”، الدورات الايقاعية المستخرجة من الشطر الثاني للبحور الشعرية، وبالترتيب كما اعتمدتها اغلب المراجع، على ان يفصل بين الشطور مدة زمنية قصيرة لمنح العازف والمستمع لحظات من السكون بين الجملة والأخرى، كما يمكننا سماع تسجيل لآلة الطبلة ترافق البيانو وتلعب التقسيم الايقاعي نفسه

ووردت بالترتيب التالي

الجزء الثالث: ايقاعات مبتكرة

في الجزء الثالث، قام المؤلف بابتكار تسلسل جديد لمختارات من التفاعيل في محاولة لايجاد جمل ايقاعية جديدة، وتسلسل ذو طابع مختلف عن ما ورد في بحور الشعر العامودي، وهو مشابه لما يمكن ايجاده في الشعر الحديث، حيث التفاعيل تتسلسل بمسار مغاير للشعر العمودي

ونستمع بالتسجيل المرافق، تسجيلات لآلة المايكروتونال ترومبيت، قام بتسجيلها الاستاذ أحمد الحاج، تلتزم بايقاع تسلسل التفاعيل، مع مرافقة هارمونية ترتكز على الاجزاء العليا من الطيف الهارموني لقرار الجملة الميلودية، فيما يدخل البيانو في حوار مع الترومبيت لينتقل بعدها الى المقطع الرابع

نستعرض فيما يلي بعضا مما ورد في هذا الجزء

الجزء الرابع

في هذا الجزء، يستكشف المؤلف تسلسلا جديدا للتفاعيل، بشكل نثري، حيث يتم استعمال جميع التفاعيل بترتيب عشوائي لصناعة دائرة ايقاعية موسّعة، تعكس شكلا قريبا من الوزن الداخلي للنصوص النثرية الشعرية، حيت ترتيب التفاعيل يكون عبثيا في خدمة المعنى النصّي والايقاع العام للنص، ويقترح ايقاعا دوريا مرافقا للجملة اللحنية مستوحى من ايقاع التفاعيل ضمن الدورة الايقاعية الموسّعة

بعد عرض الدورة الايقاعية الموسّعة كاملة لعدة دورات، تبدا دورة مطابقة بمرافقة الدورة الاساسية مع فارق زمني، ومن ثم تتداخل الدورة الايقاعية الموسعة مع دورات ايقاعية تم استعمالها في الاجزاء السابقة، لنصل الى فضاء من الحركات والدورات الايقاعية المتداخلة، المختلفة شكلا، مضمونا، ترتيبا، وتقسيما، لكن تتشارك الاصل نفسه وهو ايقاع التفاعيل

فيما يلي نستعرض الدورة الايقاعية الموسّعة وتقاسيمها الداخلية

النهاية

 في الجزء الختامي، وكصدى لما سبق، استعمل المؤلف تسلسلا لثلاث تفاعيل لصناعة دورة ايقاعية، تعاد عدة مرات، وتختفي رويدا رويدا نحو النهاية